من هم الكمايتة الذين يقولون: “نحن كِمت” أو “كيميت” أو الكمايتة؟

cropped-cropped-ك-1.png
Thutmose III
cropped-cropped-ك-1.png
بواسطةThutmose III
founder
- founder
4 دقيقة قراءة
مبادئ الكمايتة

في السنوات الأخيرة، بدأ صوت جديد يعلو بين أبناء وادي النيل، يهمس أولاً ثم يرتفع بثقة:
“نحن كِمت… نحن الكمايتة.”
كلمة تبدو غريبة على الأسماع الحديثة، لكنها في الحقيقة قديمةٌ قِدم ضوء الفجر على وجه الأهرام. إنها ليست شعارًا مستحدثًا ولا حركةً عابرة، بل بعثٌ لاسمٍ مصريٍ خالد كان يُتلى بفخر على جدران المعابد والمقابر قبل آلاف السنين: “كِمِت” (Kmt) — الاسم الذي أطلقه المصري القديم على بلاده، أرض السواد الخصيب، رمز الحياة والنماء، وهبة النيل للعالم.

من هم الكمايتة؟

الـ كمايتة ليسوا حزبًا سياسيًا ولا جماعةً دينية،
بل وعيٌ وطنيٌ متجدد بجذورٍ ضاربةٍ في التاريخ.
هم أبناء مصر الذين قرروا أن يعيدوا اكتشاف أنفسهم من الداخل، لا عبر ما يُقال عنهم من الخارج.
يؤمنون أن الهوية المصرية ليست قشرة ثقافية ولا لهجة عابرة، بل روحٌ عريقةٌ تجمع كل أبناء الوطن، مسلمهم ومسيحيهم، في حبٍّ وسلامٍ ووحدةٍ إنسانيةٍ لا تنكسر.

لقد عاش المصريون عبر العصور تحت سماء واحدة، وعلى ضفة نيل واحدة، يؤمنون بإله واحد خالقٍ لكل البشر، وإن اختلفت طرق التعبير عنه.
يؤمن المسلم منهم أن الله قال في كتابه الكريم:

“ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ” (يوسف: 99)
و”وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ” (التوبة: 105)

ويؤمن المسيحي منهم أن السيد المسيح نفسه جاء إلى أرض مصر لاجئًا طفلاً مع أمه الطاهرة مريم ويوسف النجار، فبارك الله هذه الأرض منذ القدم وقال عنها:

“مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْر” (سفر إشعياء 19:25)

هكذا اجتمع المصريون في حبٍّ واحد لله والوطن،
يصلّون بقلوبٍ مختلفة الأسماء، لكن بضميرٍ واحدٍ عنوانه “مصر”.

فلسفة الكمايتة

يرى الكمايتة أن “كِمت” ليست مجرد كلمة تعني “الأرض السوداء”، بل هي رمزٌ للخير والعمل والعدل والخلق والجمال.
هي الفكرة التي جمعت المصريين القدماء رغم اختلاف أقاليمهم وآلهتهم ولهجاتهم،
كما يجب أن تجمع أبناء الوطن اليوم رغم اختلاف عقائدهم وأفكارهم.

يقولون:

“نحن كِمت لأننا نزرع الحياة كما زرعها أجدادنا،
نحب النيل كما أحبوه،
ونصنع الجمال من الطين كما صنعوه من الحجر.”

الـ كمايتة اليوم حركة ثقافية وفكرية وأخلاقية،
تسعى إلى إحياء الوعي المصري الأصيل في ثوبٍ عصريٍ رحيمٍ متسامح،
يجمع بين الإيمان والعلم، والتراث والنهضة،
بين حب الأرض وإعلاء كرامة الإنسان.

ميثاق الكمايتة

يؤمن الكمايتة أن أي نهضة حقيقية لا تقوم إلا على ميثاق أخلاقي وفكري واضح،
ومن هنا جاء “ميثاق الكمايتة”، الذي يقوم على القيم الآتية:

  • الوطن فوق الانتماءات، والحق فوق كل مصلحة.
  • الحفاظ على التراث واجب وطني وديني.
  • التعايش والتسامح هما أساس قوة مصر.
  • البحث العلمي طريقنا إلى النهضة.
  • التنوع الثقافي مصدر غنى وهوية.
  • العمل المشترك من أجل مصر هو رسالة الأجيال.

هذا الميثاق يُذكّر كل كمايتي بقول النبي ﷺ:

“إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه.” (رواه البيهقي)

وبقوله أيضًا:

“من أصبح آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا.” (رواه الترمذي)

فالأمن والعمل والكرامة قيمٌ إنسانيةٌ ودينيةٌ ووطنية، يجتمع عليها المصريون جميعًا،
وتشكّل لبّ فكرة الكمايتة.

الخاتمة

أن تكون كمايتي يعني أن تقول:

“أنا ابن كِمت التي علّمت العالم الكتابة،
وأعطته أول دستور وأول فكرة في الخلود.”

أن تكون كيمتي يعني أن تُحب مصر كمسلمٍ ومسيحيٍ وإنسانٍ واحد،
أن تُؤمن بأن النيل لا يفرّق بين من يشرب منه،
وأن شمس كمت تشرق على الجميع بلا تمييز.

إنها رسالة إيمانٍ ووحدةٍ ونهضة،
يختصرها الكمايتة في قولٍ واحد:

“نحن مسلمون ومسيحيون… نعيش في وطنٍ واحدٍ، في حبٍ وسلامٍ، لأننا جميعًا أبناء كِمت.”

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات